الشعرُ إن فاض من أعماق مبدعِهِ

ينساب ثرّاً إلى أعماق قاريهِ

إن كان وصفاً غدت ألحانُه صوراً

تراسلٌ بين أذْنيه وعينيهِ

أو كان شاعرنا بالحبِّ محترقاً

تحسُّ ألسنةَ النيرانِ في فيهِ

أو كان يشدو دفاعاً عن مواطِنِه

تحسُّ خفقَ بنودٍ في قوافيهِ

أو كان يرثي بصدقٍ في قصائدِهِ

ترى المدامعَ فاضت في مراثيهِ

وليس أشرفُ شعرٍ للفخارِ، ولا

للمدحِ، أو لهجاءٍ أو لتشويهِ

إلا إذا كان مدحاً للرسولِ فقد

نال المدائحَ في آيات باريهِ

أو كان مدحاً لشخصٍ رائعٍ بطلٍ

وليس أبياتَ تزييفٍ وتمويهِ

والشعرُ أغراضُه شتّى وأشرفُها

ما كان لله في حبٍّ وتأليهِ

أو كان للمُثُلِ العُليا يمجّدها

ليَخرُجَ الناسُ من جهلٍ ومن تيهِ

أو كان دعوة سلمٍ للأنامِ فلا

شعرٌ بغير سلامٍ ساكنٍ فيهِ

فالله أوصى بإفشاء السلامِ على

أهلِ السلامِ، هو اسمٌ من أساميهِ

والشعرُ عاطفةٌ بالفكرِ قد مُزجت

وبالخيالِ .. وشيءٍ لست أدريهِ!

لعله السحرُ في كلِّ الفنون وإن

يبقى القريضُ أميراً لا تجاريهِ

الشعر

(شہاب غانم )